يقول كهنة الدين : ان العمل بالسنة النبوية ملزمة على كل مسلم ، اي نتقيد بعمل ما كان يعمله الرسول في كل نواحي حياته، و ان لم يكن للجميع نفس صفات النبي و خصائصه و بهذا نكلف انفسنا مالا طاقة لنا به، كون العمل مطابقة بنفس عمل الرسول صعب جداً ، فالفرق بين الناس باختلافهم يكمن في الثقافة و العلم و الذكاء و الغباء و العلم و الجهل و الشجاعة و الفصاحة و المصابرة و المثابرة و الكسل و الهمة و غيرها من الصفات البشرية المختلفة …
فلا نستطيع ان نترك ما غرس الله فينا من سعة نكتمها و نعمل بما لا طاقة لنا به ، و الفقهاء انفسهم لا يدرون عن حقيقة ما عمله الرسول الا من شذرات هنا و هناك و اخبار عنعنة و قلقلة وصلت لهم بعد ٢٠٠ سنة على الاقل، فاخذوا هذا القليل و جعلوها مركز الدين كله غيابياً و يغضون النظر عن ما قاله الله ( لا يكلف الله نفساً الا وسعها ) و قال ( اتقوا الله حق تقاته) و قال ( اتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و اطيعوا و أنفقوا خيراً لانفسكم )
فهل هذا الايات تدل على ان علينا التزام بما يعمله شخص واحد في زمان و مكان محدد ام ان هناك خصائص و قدرات شتى للانسان.
كلاً يعمل على هدف، على قدر ما يتحمل و يفهم .
و انما الفهم الصحيح من كتاب الله هو انه يعلم كيف خلقنا و يعلم قدراتنا ، فلهذا لم يربطنا الله بقيد الالتزام بصفة شخص واحد، و انما اوحى الينا في ايات ان الرسول هو لنا (اسوة حسنة) اي ان ملاً منا عليه العمل بمقدوره كما عمل الرسول و ليس ان الرسول هو القياس بعينه للعمل و لكن هو المثل و الاسوة الذي نعمل عليه في الاجتهاد للمثابرة و الالتزام …
لكن بهذا الاسلوب و المصطلح الذي عمل كهنة الدين على صياغتها و تثبيتها بالخوف و الرعب على مر القرون ، يجعل الفقهاء من الناس عبيد لهم يحكمون عليهم ….
اما انا فليس لدي الا اية اكتفي بها من كثير و ارد بها على كهنة الدين :
“ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله”.. [آل عمران : 79]
و صدق الله العظيم .
و لعنة الله على كهنة الدين ….
منقول