أحمد أبو إسماعيل
لذلك أخذ الناس على عاتقهم حل كل مشاكلهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
ونتيجة لذلك ظهرت دعوات كثيرة في المجتمع توضح السبيل القويم للرجوع إلى الله والقيام بنصرة دينه مع الغفلة التامة عن واقعهم المرير الذي يعيشون فيه فبسبب النظرة الضيقة للواقع يرى بعضهم أن المشكل في تردي الأمور هو :
ابتعاد الناس عن نهج السلف الصالح وإحياء ما تركوه من نظم وسير تخطاها الزمان ويرى الآخرون أن المشكل الوحيد هو : عدم اتباع هدي الرسول صلى الله عليه في حياتنا اليومية
ويرى آخرون : أن المشكل الوحيد هو العزوف عن القيام بدعوة الرسول صلى الله عليه الذي أرسله الله رحمة للعالمين
ويرى آخرون : أن السبب الوحيد في تردي الأوضاع هو عدم تعظيم كلام الله وتقديره وتدبره .
فتحصل لنا مما سبق أربعة حلول:
اتباع نهج السلف الصالح
اتباع الرسول صلى الله عليه
القيام بالدعوة إلى الله تعالى
تقدير القرآن وتدبره
ومعظم أصحاب هذه الحلول لا كلهم لا يتخطون الجانب الديني والغيبي ومعنى ذلك :
أن المتبع لنهج السلف تجده يحافظ على ما تركوه من سير تدور حول تلاوة القرآن العظيم وتفريق الصدقات وبعض العادات والتقاليد بكل جد ويبحث في بطون الكتب عن الأدلة التي يثبت بها نهجه الذي انتهجه ويقف عمله هنا ويغفل كل الغفلة عن البحث والدراسة للواقع الذي يعيشه في الجانب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وقد يرى أن هذه الجوانب الثلاثة من الدنيا وليست من الدين لذلك يدعها جانبا ويغيب عنها مع أنها تسير بيد من لا يخشى الله ويتقه رغم وجود الحلول لها في الشرع الحنيف .
أضف إلى المتبع لنهج السلف المنادي بالرجوع إلى السنة لحل المشاكل وإصلاح الأوضاع تجده يدور حول العبادات والمعاملات أحيانا وشغله الشاغل محاربة البدع وتعليم سيرة الرسول صلى الله عليه للناس ولكن تجد اتباع الرسول في معظم هذا الصنف غائبا في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وكأن السنة النبوية جاءت بالعبادات والمعاشرات وبعض المعاملات ولم تتكلم بتاتا عن الدنيا وزينتها وقصدي أن هذا الصنف يفعل ما يحلو له في الحياة العملية ويتقيد بالسنة ويراها المرجع في جانب العبادات وبعض المعاملات .
ويشبه هذا الصنف السابق الصنف الذي تفرغ للدعوة إلى الله تعالى المنحصرة في الصفات الست التوحيد معرفة الرسول الصلاة العلم الذكر محبة المسلمين تصحيح النية الإخلاص الدعوة الخروج في سبيل الله بهذه الصفات تستقيم الأمور ويرجع المسلمون إلى الجادة مع التركيز على حياة الصحابة وسيرة الرسول صلى الله عليه المجتمع كله يستقيم بهذا وتصلح أحوال السياسة والاقتصاد والواقع يكذب هذا ويبين أن لكل داء دواء خاص والشرع الحنيف ليس بعاجز على تقديم الحلول في كل زمان ومكان والمسلم يجب عليه التعايش مع كل ما يحيط به
وآخر الأصناف رأى أن دواء المجتمع هو في الرجوع إلى القرآن وتدبره وقال بأن فيه الحل لكل المشاكل وعزى كل اعوجاج إلى عدم التدبر للقرآن وهذا الكلام صحيح في الجملة ولكن كيف نسقط هذا القرآن في الواقع هل نشتغل بآيات الوعد والوعيد والقصص والحكم والأمثال ويكون ذلك سببا لحل مشاكلنا دون ضم آيات الأحكام كالأوامر والنواهي في جميع المجالات ؟؟؟
من أين نبدأ وكيف ؟؟؟
وما هي مقاييس الأخذ من القرآن هل الناس كلهم سواسية في هذا أم هناك الضعيف والقوي والعالم والجاهل ؟؟؟
هذا هو الواقع من جانب هذه الأفكار الموجودة في المجتمع ومعظم من ينتصر لها تجده غائبا في المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي أي لا يهمه دراسة هذه الجوانب دراسة علمية والخوض فيها بسلاح العلم والإيمان.
الجانب الغيبي والديني حاضرون فيه جميعا والجانب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي غائبون فيها جمعت ليست لدينا قواعد وضوابط في هذه المجالات الثلاث نسيرها على حسب الظرف والمصلحة وبالتقليد الأعمى فكم من ويلات أصابتنا من هذا الجوانب فلم توقظنا من سباتنا والغفلة عنها أراها هروبا من الواقع بقصد أو بغير قصد وقد يكون هذا الهروب عن حسن نية ونفسره بالعزوب عن الدنيا والزهد فيها والحقيقة خلاف ذلك ففي القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه والصحابة والتابعين والسلف الصالح نجد التطرق لكل هذه القضايا والفصل فيها واعتبارها من الدين فالله سبحان يريد منا الدين الكامل في حياتنا لأنه قد أتمه وأكمله كما تصرح الآية من سورة المائدة هذا رأيي في القضية طرحته للناقش وأستغفر الله عن لمز أو غمز أي أحد من المسلمين .