ان الله على كل شيء قديرو ما صرنا آليه
حاكت في صدري ان أقول …
كان العرب الأوائل من المسلمين يفهمون رسالة الحياة و القران على مرادة و يطبقونها فيحللون ما فيها و مافي الطبيعة و يستنبطون من حولهم و يجربون و يتجاذبون و يتبادلون النظريات سواء من ما اكتشفوه او من ما قرأوه من الأقوام السابقين و طوروا عليها. و من احدى هذا الاكتشافات المهمة مثلاً و ليس حصراً المعادلات الرياضية مثل الجبرا و التفاضل و التكامل و غيرها فحولوها من افكار الى معادلات رقمية و قواعد ثابتة على ورق يعتمد عليها و بها بدأت الخطوات لحل المسائل المتطلبة يومئذ و لم يكن العرب / المسلمون ينتظرون ان أحداً يأتي و يقول لهم اثبتوا صدق القران و إيجابياته و انها كتاب دين و دنيا و كانت لنا فترة نجاح و أتت الغرب و اكتشفتها عندنا و انبهروا بها و أخذوها بل ارسلوا الطلاب وفدا بعد وفداًللجامعات الاسلامية و نقلوا هذا العلم اليهم و طبقوها بشغف جم و خطوا خطوة ابعد بحيث انهم اخذوا يضعون مكان المعادلات الرياضية اشياء مادية موضوعية مبتكرة من حديد و تراب و اشياء اخرى و نرجوها ببعض و بدأوا باكتشاف اشياء جديدة و تقنين ما كان معهم و كانت الصراع و الجدل بين الدين و العلم و غلبت الدين العلم و هجرناها و أصبحنا بعد مئات من السنين من التدهور نستفيق من سبات عميق في القرون المتأخرة و نريد الإصلاح و العلم فكان الحكام يخافون على حكمهم فيفظلون الناس جهلة اكثر من انهم يقودون شعوباً متطورة و كادوا للعلماء الكيد الخبيث و أهملوهم اي إهمال و حاربوهم و برزت في مقابلها الدعوات التجديدية لاتباع السلف (الصالح) و جعلنا مِن من يفقهون بهذا الأشياء عظماء و هيبة و مكانه لمجرد انه بحفظ عدة احاديث و آيات قرآنية و يفسرها كيف نربي اللحية و نقصر الثوب و السواك و نتعلم كيف نضرب الحسنة بعشرة امثالها و نضاعفها الى سبعمائة حسنة (قنة الرياضيات) و يفسروها على مراد ذلك القرن و الارضيّة المعرفية للإنسان في ذلك الوقت نسبي اي ليس كاملاً و قليل و ما تراكمت آلية كل العلوم الانسانية وقفت عندنا و لا ندري كيف و لكنها بالتدريج و أخذت المقعد الخلفي
فالمعرفة عندنا توقفت و ثبتت و قد كنّا في الماضي نمشي مع الزمن و نتفاعل و ننتج و نحقق مراد الله في الارض ان نكون خليفة فيها
و تركناها لتبحث و نتصارع مع الفرق المذهبية الاخرى و نثبت الحكام و نتقاتل و نختلف على مواضيع (بالمقارنة مع مراد الله ) تافهة
نؤلف الكتاب تلو الكتاب و نفسر الكتاب تلو الكتاب و الأشعار و كلها في الصلاة و الصوم و الزكاة و الحلال و الحرام و الرد و الهجوم على الفرقة هذه او الفرقة ذاك و في تاريخ العرب حتى قامت التناحر و العصبية بين المسلمين كما لم تحصل في الجاهلية و كل هذا الأحكام الشرعية و الحدود ثابته لا تغيير فيها الا بتطويرها الى مذاهب أربعة (و حدود الله لا مبدلاً لها أصلاً ) …. و ظمنوا لنا العيشة الهنية و قبرنا القدرة على اكتشاف اشياء علمية جديدة لتحريك الرموز الفكري و الخمول
و عندما نناقشهم ان يفسروا سر تطور الغرب بالرغم ان فرص التفكير و البحث العلمي مفتوح للطرفين يلجأؤون الى اتهام (المفتحين مننا) بالعماله و الكفر و الزندقة و يلجأون الى تفسير (ان الله على كل شيء قدير) و يقولون لو كان الله اراد لك الله ان تعملها فستعملها و لان الله سخر الغرب لخدمتنا فهم يعملون و نحن المرفهون ما علينا الا اخذ الأشياء جاهزة …ه
فتركنا لهم كل شيء و لم ندري و نصحى الا برجال بأسم الدين يحكموننا بالحديد و النار و السياط و الترهيب تارة و الترغيب تارة اخرى و بآيات قرآنية و احاديث فسروها لنا لتملي غرضهم الدنيوي ان نستظل رابضين تحت اقدامهم و نخاف ان نخرج و نشق عصى الطاعة و الجماعة … فنحن مجتمع متماسك ببَعضُنَا البعض بقيود (القبيلة و الوطنية و الدين ) و تهمة الخيانة على رؤوسنا …
و نغني بالأناشيد و الأشعار …ه
وطني و ان جارت عليا عزيزة و اهلي ان منوا عليا كرام
و هذا الطامة الكبرى الذي أخرنا زيادة و اكثر و قيد تفكيرنا و حددها بما نعمل و ما نقول و بتجديد (العلوم الاسلامية) بان صوت المرأه عورة و انها بنصف عقل و تحديد و تذكير الناس كيف الصوم و الصلاة في رمضان و التراويح و ان لا تنجذب للتقدم العلمي الغربي و لكن ان نتمسك بكتاب الله و سنة رسولة (طبعا هم الوكلاء المفوضون من السماء) و أصبحنا في عالم إسلامي (مجبورين ) على التفكير بنمط معين و ظيق و بهذا أوقفنا نهائياً فرصة التطور و التقدم نحو الأفضل …ه
لأننا اخترنا ان نأله و نهيب أشخاص و نرفعهم الى مكانه التقديس و أصبحنا نرغب في الأشخاص و الحزبية و الأفكار الدينية اكثر من العلمية لكوننا لسبب واحد نؤمن بأن من فهم (الدين و التدين) اصلح و اقرب الى الله تعالى من غيرة و هذا مرادنا في الدنيا هي النجاة من النار لأنهم أحاطوها بدعاية إعلامية لغسيل عقولنا ان الدنيا فانية و لا تستأهل الطمع و اثنونا عن التفكير و التقدم و تخلينا عن حقوقنا في مواقف كان بالإمكان ان تكون لاحد منا !ه
و أتت العرب عليها بعد ان نسوا العلم و دخلوا في الفقة و الوضوء و الحلال و الحرام و القتال على السلطة و رأوْا ما عمله الغرب و نقلوا السلع الى البلاد العربية و نظر العرب اليها و ما فيها من صناعات متقنة و لم يعرفوا اسرارها و لكن ظاهرها انطقتهم بما يريحهم و يبعد عنهم العجز ان يقولوا …. ان الله على كل شيء قدير !ه
و نقول للغرب سبحان الله ان القران قد سبقكم بهذا فها هي موجودة في السورة الفلانية و الآية الفلانية …ه
و المثل القديم يقول (فزة بعد ما ضرطت) بلا حياء او عيب …ه انكتشف الشيء بعد اكتشافها؟
و أصبحنا نحن المنبهرين بما عمله الغرب و في الأصل نحن زرعنا نواتها و اهملناها عندما أعطيناها لهم.ه
و أتت الغرب و دقت أبوابنا و روضت سلاطيننا الذين في وقت المِحنة لم يجدوا احد من الشعب عندة القوة العقلية و القناعة لردعم فكلهم أصبحوا عبيد (لان القائد الحقيقي يبني قادة ) و السيد لا يروض الا عبيد و هذا ما اكتشفوه … فأصبح السيد عبد و العبد عبدا ما تحت العبد و ما الفرق الا المكانه الظاهرية و الاسم و السلطة.
و أصبحنا نستنجد بهم على اخواننا مقابل مبالغ او طاعات او خيانات مستقبلية ….ه
و انزلقتا الى حفرة حلزونية عميقة …ه
و كما تكونوا يولي عليكم …ه
فاذا أردنا ان نغير علينا اخذ وقت لنتنفس الصعداء و نجمع و نجدد افكارنا و نرمي بكل الخزعبلات الماضية المعششة في عقولنا و نحدد هويتنا في الفكر الاسلامي الصحيح على مراد الله (و ليس الاسلام الجبري او الفقيهي) ان لا نتوقف عن التفكير و هذا سيأخذ زمنا بالنسبة لنا … ه
و أعطى الله لنا مثل لذلك في بني اسرائيل حيث عندما نجاهم الله من عذاب فرعون بعد مئات السنين من العبودية و قال لهم الله ان يتقدموا و يدخلوا المدينة بقولهم حطة لم يستطيعوا لأنهم متعودين على العبودية و اخذ الأوامر … و لم يكونوا جاهزين لان يكونوا سادة و قادة لأنفسهم بفقدانهم هويتهم فكان وأجب ان يكون لهم فترة (فرمته ) عقولهم من فكرة العبودية و كانت التية ٤٠ عاماً حتى يذهب الجيل المستعبد و يظيع الفكرة و السلبية و يطّلع غيره جيل جديد لم يعرفوا العبودية و تربوا على الحرية و الطموح و بعدها اخذوها و اسسوا دولة كما هو معروف و ان بعدها هدمت.
فنحن الان في فترة كفترة بني اسرائيل قبل الإنقاذ و لكننا لم نشبع من القهر و الاذلال بعد لأننا لم نرى النور بعد و مازلنا نشرك بالله الشرك الخفي من عبادة الأشخاص (و التشبث بهم) و للمباديء الغربية الجديدة و للمباديء العربية القديمة (المجددة) و ندعوا الأموات و نترحم عليهم و نأمل ان تزول ما بِنَا بيوم و ليلة و تزول السحر و نكون احرار و سادة أنفسنا و هذا من احلام العباطة و لأننا امنا بأن الله على كل شيء قدير و لم ندري اننا تركنا و خرجنا من مشيئتة في ان يعمل لنا شيئاً لأننا لم ننتبة الى إرادة الله منا ان نتتبع مشيئتة بأن الخيار لنا و ان نكون خلفاء في الارض و اخترنا ان نكون عبيد حيث نرضى بما هو الأبسط من الحلول … فنحن نريد الجنة في الدنيا و الآخرة !ه
فلكل شيء ثمنة و سياتي من يزيل من يستعبدونا الان و يحلوا محلهم فلا يركب احد ظهرنا الا اذا سمحنا لهم بذلك و سندفع الثمن غالي ان نغير فقط من يركبوننا مع بعض المكافأت و لم نفكر للحظة ان نبحث عن عقول جديدة مستنيرة جديرة بأخذ زمام امورنا و تخرجنا من الوحل الى مرتفعات نعيش على الأقل و نحيا الحياة بعدها …ه
فالمسألة ليست مسأله قوانين الغرب او هكذا الحياة او حكامنا قالوا و عملوا و انها اخر الزمن حيث يكثر الهرج و المرج او اي شيء و انما هي اننا رضينا بأنها مشيئة الله و ان الله على كل شيء قدير و نسينا اننا مخيرين و لسنا مسيرين و نريد الحل ان تأتي من السماء كأننا شعب الله المختار لأننا مسلمون و يكفي هذا لان ينصرنا الله و لكن اصبح لا فرق بيننا و بين الحيوانات تملي غرائزها و اقلب شابع و الفارق بيننا و اياهم ان عندنا شهوات و لكنها في الدرجة السفلى من الشهوات لا يقود الى الترقي لأننا بعناها و اشترينا غرائز اظافية تنسينا ما نحن فية من الذل ..
و نقول كحل كوميدي (من تزوج امنا فهوا عمنا)
كاننا استنفدنا كل الحلول الممكنة …ه
و سنظل هكذا حتى ندخل مرحلة الإنقاذ و ليس لنا موسى ينقذنا و قد كان عندنا رسول الله أسوة حسنة و كيف جاهد غير مجتمع الجزيرة من جاهلية الى إسلامية و لكنه في عقول الناس يأمرنا ان نصبر الصبر الجميل لحكمة ربك و نقول لا حول ولا قوة الا بالله و لا نشق عصى الجماعة ….ه
فالكون كله في حاله تسبيح لله و التسبيح هذا يكون بالقول و الفعل فكل شيء يسبح لله من خلال التفاعل و الحركة الدائمة فكل شيء في الطبيعة و الكون لا تتوقف عن الحركة و من لا يسبح على مراد الله فليس موجوداً الا نحن !ه
فأين هويتنا و تسببحنا لله على مرادة ؟
فماذا نقول عن أنفسنا ؟
ما مدى و مفهوم الطاعة و العصيان ؟
و لمن تكون ؟
متى نتحول و نتجدد و نتفاعل و نأخذ دورنا في الحياة ؟ و نكون على مراد الله ؟
اسالوا من حولكم و سيقولون لكم لا حول ولا قوة الا بالله او ان الله على كل شيء قدير ….ه