ان الله على كل شيء قديرو ما صرنا اليه

اختار لكم القاضي ابوتُبع الطيب (حقوق الطبع محفوظة لأصحابها)
القاضي ابوتُبع عبدالسلام الطيب اخذ على نفسه بناء موقع يساهم في نشر الفكر المنطقي الحر الذي ينسجم مع كتاب الله و يواكب العصر في تأويله
May 19, 2022

ان الله على كل شيء قديرو ما صرنا آليه

حاكت في صدري ان أقول …

كان العرب الأوائل من المسلمين يفهمون رسالة الحياة و القران على مرادة و يطبقونها فيحللون ما فيها و مافي الطبيعة و يستنبطون من حولهم و يجربون و يتجاذبون و يتبادلون النظريات سواء من ما اكتشفوه او من ما قرأوه من الأقوام السابقين و طوروا عليها.  و من احدى هذا الاكتشافات المهمة مثلاً و ليس حصراً المعادلات الرياضية مثل الجبرا و التفاضل و التكامل و غيرها فحولوها من افكار الى معادلات رقمية و قواعد ثابتة على ورق يعتمد عليها و بها بدأت الخطوات لحل المسائل المتطلبة يومئذ  و لم يكن العرب / المسلمون ينتظرون ان أحداً يأتي و يقول لهم اثبتوا صدق القران و إيجابياته و انها كتاب دين و دنيا و كانت لنا فترة نجاح و أتت الغرب و اكتشفتها عندنا و انبهروا بها و أخذوها بل ارسلوا الطلاب وفدا بعد وفداًللجامعات الاسلامية و نقلوا هذا العلم اليهم و طبقوها بشغف جم و خطوا خطوة ابعد بحيث انهم اخذوا يضعون مكان المعادلات الرياضية اشياء مادية موضوعية مبتكرة من حديد و تراب و اشياء اخرى و نرجوها ببعض و بدأوا باكتشاف اشياء جديدة و تقنين ما كان معهم و كانت الصراع و الجدل بين الدين و العلم و غلبت الدين العلم و هجرناها و أصبحنا بعد مئات من السنين من التدهور نستفيق من سبات عميق في القرون المتأخرة و نريد الإصلاح و العلم فكان الحكام يخافون على حكمهم فيفظلون الناس جهلة اكثر من انهم يقودون شعوباً متطورة و كادوا للعلماء الكيد الخبيث و أهملوهم اي إهمال و حاربوهم و برزت في مقابلها الدعوات التجديدية لاتباع السلف (الصالح) و جعلنا مِن من يفقهون بهذا الأشياء عظماء و هيبة و مكانه لمجرد انه بحفظ عدة احاديث و آيات قرآنية و يفسرها كيف نربي اللحية و نقصر الثوب و السواك و نتعلم كيف نضرب الحسنة بعشرة امثالها و نضاعفها الى سبعمائة حسنة (قنة الرياضيات) و يفسروها على مراد ذلك القرن و الارضيّة المعرفية للإنسان في ذلك الوقت نسبي اي ليس كاملاً و قليل و ما تراكمت آلية كل العلوم الانسانية وقفت عندنا و لا ندري كيف و لكنها بالتدريج و أخذت المقعد الخلفي

فالمعرفة عندنا توقفت و ثبتت و قد كنّا في الماضي نمشي مع الزمن و نتفاعل و ننتج و نحقق مراد الله في الارض ان نكون خليفة فيها

و تركناها لتبحث و نتصارع مع الفرق المذهبية الاخرى و نثبت الحكام و نتقاتل و نختلف على مواضيع (بالمقارنة مع مراد الله ) تافهة
نؤلف الكتاب تلو الكتاب و نفسر الكتاب تلو الكتاب و الأشعار و كلها في الصلاة و الصوم و الزكاة و الحلال و الحرام و الرد و الهجوم على الفرقة هذه او الفرقة ذاك و في تاريخ العرب حتى قامت التناحر و العصبية بين المسلمين كما لم تحصل في الجاهلية و كل هذا الأحكام الشرعية و الحدود ثابته لا تغيير فيها الا بتطويرها الى مذاهب أربعة (و حدود الله لا مبدلاً لها أصلاً ) …. و ظمنوا لنا العيشة الهنية و قبرنا القدرة على اكتشاف اشياء علمية جديدة لتحريك الرموز الفكري و الخمول

و عندما نناقشهم ان يفسروا سر تطور الغرب بالرغم ان فرص التفكير و البحث العلمي مفتوح للطرفين يلجأؤون الى اتهام (المفتحين مننا) بالعماله و  الكفر و الزندقة و يلجأون الى تفسير (ان الله على كل شيء قدير) و يقولون لو كان الله اراد لك الله ان تعملها فستعملها و لان الله سخر الغرب لخدمتنا فهم يعملون و نحن المرفهون ما علينا الا اخذ الأشياء جاهزة …ه

فتركنا لهم كل شيء و لم ندري و نصحى الا برجال بأسم الدين يحكموننا بالحديد و النار و السياط و الترهيب تارة و الترغيب تارة اخرى و بآيات قرآنية و احاديث فسروها لنا لتملي غرضهم الدنيوي ان نستظل رابضين تحت اقدامهم و نخاف ان نخرج و نشق عصى الطاعة و الجماعة … فنحن مجتمع متماسك ببَعضُنَا البعض بقيود (القبيلة و الوطنية و الدين ) و تهمة الخيانة على رؤوسنا …

و نغني بالأناشيد و الأشعار …ه
وطني و ان جارت عليا عزيزة و اهلي ان منوا عليا كرام

و هذا الطامة الكبرى الذي أخرنا زيادة و اكثر و قيد تفكيرنا و حددها بما نعمل و ما نقول و بتجديد (العلوم الاسلامية) بان صوت المرأه عورة و انها بنصف عقل و تحديد و تذكير الناس كيف الصوم و الصلاة في رمضان و التراويح و ان لا تنجذب للتقدم العلمي الغربي و لكن ان نتمسك بكتاب الله و سنة رسولة (طبعا هم الوكلاء المفوضون من السماء) و أصبحنا في عالم إسلامي (مجبورين ) على التفكير بنمط معين و ظيق و بهذا أوقفنا نهائياً فرصة التطور و التقدم نحو الأفضل …ه

لأننا اخترنا ان نأله و نهيب أشخاص و نرفعهم الى مكانه التقديس و أصبحنا نرغب في الأشخاص و الحزبية و الأفكار الدينية اكثر من العلمية لكوننا لسبب واحد نؤمن بأن من فهم (الدين و التدين) اصلح و اقرب الى الله تعالى من غيرة و هذا مرادنا في الدنيا هي النجاة من النار لأنهم أحاطوها بدعاية إعلامية لغسيل عقولنا ان الدنيا فانية و لا تستأهل الطمع و اثنونا عن التفكير و التقدم و تخلينا عن حقوقنا في مواقف كان بالإمكان ان تكون لاحد منا !ه

و أتت العرب عليها بعد ان نسوا العلم و دخلوا في الفقة و الوضوء و الحلال و الحرام و القتال على السلطة و رأوْا ما عمله الغرب و نقلوا السلع الى البلاد العربية و نظر العرب اليها و ما فيها من صناعات متقنة و لم يعرفوا اسرارها و لكن ظاهرها انطقتهم بما يريحهم و يبعد عنهم العجز ان يقولوا …. ان الله على كل شيء قدير !ه

و نقول للغرب سبحان الله ان القران قد سبقكم بهذا فها هي موجودة في السورة الفلانية و الآية الفلانية …ه

و المثل القديم يقول (فزة بعد ما ضرطت) بلا حياء او عيب …ه انكتشف الشيء بعد اكتشافها؟

و أصبحنا نحن المنبهرين بما عمله الغرب و في الأصل نحن زرعنا نواتها و اهملناها عندما أعطيناها لهم.ه
و أتت الغرب و دقت أبوابنا و روضت سلاطيننا الذين في وقت المِحنة لم يجدوا احد من الشعب عندة القوة العقلية و القناعة لردعم فكلهم أصبحوا عبيد (لان القائد الحقيقي يبني قادة ) و السيد لا يروض الا عبيد و هذا ما اكتشفوه … فأصبح السيد عبد و العبد عبدا ما تحت العبد و ما الفرق الا المكانه الظاهرية و الاسم و السلطة.
و أصبحنا نستنجد بهم على اخواننا مقابل مبالغ او طاعات او خيانات مستقبلية ….ه
و انزلقتا الى حفرة حلزونية عميقة …ه
و كما تكونوا يولي عليكم …ه

فاذا أردنا ان نغير علينا اخذ وقت لنتنفس الصعداء و نجمع و نجدد افكارنا و نرمي بكل الخزعبلات الماضية المعششة في عقولنا و نحدد هويتنا في الفكر الاسلامي الصحيح على مراد الله (و ليس الاسلام الجبري او الفقيهي) ان لا نتوقف عن التفكير و هذا سيأخذ زمنا بالنسبة لنا … ه
و أعطى الله لنا مثل لذلك في بني اسرائيل حيث عندما نجاهم الله من عذاب فرعون بعد مئات السنين من العبودية و قال لهم الله ان يتقدموا و يدخلوا المدينة بقولهم حطة لم يستطيعوا لأنهم متعودين على العبودية و اخذ الأوامر … و لم يكونوا جاهزين لان يكونوا سادة و قادة لأنفسهم بفقدانهم هويتهم فكان وأجب ان يكون لهم فترة (فرمته ) عقولهم من فكرة العبودية و كانت التية ٤٠ عاماً حتى يذهب الجيل المستعبد و يظيع الفكرة و السلبية و يطّلع غيره جيل جديد لم يعرفوا العبودية و تربوا على الحرية و الطموح و بعدها اخذوها و اسسوا دولة كما هو معروف و ان بعدها هدمت.

فنحن الان في فترة كفترة بني اسرائيل قبل الإنقاذ و لكننا لم نشبع من القهر و الاذلال بعد لأننا لم نرى النور بعد و مازلنا نشرك بالله الشرك الخفي من عبادة الأشخاص (و التشبث بهم) و للمباديء الغربية الجديدة و للمباديء العربية القديمة (المجددة) و ندعوا الأموات و نترحم عليهم و نأمل ان تزول ما بِنَا بيوم و ليلة و تزول السحر و نكون احرار و سادة أنفسنا و هذا من احلام العباطة و لأننا امنا بأن الله على كل شيء قدير و لم ندري اننا تركنا و خرجنا من مشيئتة في ان يعمل لنا شيئاً لأننا لم ننتبة الى إرادة الله منا ان نتتبع مشيئتة بأن الخيار لنا و ان نكون خلفاء في الارض و اخترنا ان نكون عبيد حيث نرضى بما هو الأبسط من الحلول … فنحن نريد الجنة في الدنيا و الآخرة !ه

فلكل شيء ثمنة و سياتي من يزيل من يستعبدونا الان و يحلوا محلهم فلا يركب احد ظهرنا الا اذا سمحنا لهم بذلك و سندفع الثمن غالي ان نغير فقط من يركبوننا مع بعض المكافأت و لم نفكر للحظة ان نبحث عن عقول جديدة مستنيرة جديرة بأخذ زمام امورنا و تخرجنا من الوحل الى مرتفعات نعيش على الأقل و نحيا الحياة بعدها …ه

فالمسألة ليست مسأله قوانين الغرب او هكذا الحياة او حكامنا قالوا و عملوا و انها اخر الزمن حيث يكثر الهرج و المرج او اي شيء و انما هي اننا رضينا بأنها مشيئة الله و ان الله على كل شيء قدير و نسينا اننا مخيرين و لسنا مسيرين و نريد الحل ان تأتي من السماء كأننا شعب الله المختار لأننا مسلمون و يكفي هذا لان ينصرنا الله و لكن اصبح لا فرق بيننا و بين الحيوانات تملي غرائزها و اقلب شابع و الفارق بيننا و اياهم ان عندنا شهوات و لكنها في الدرجة السفلى من الشهوات لا يقود الى الترقي لأننا بعناها و اشترينا غرائز اظافية تنسينا ما نحن فية من الذل ..

و نقول كحل كوميدي (من تزوج امنا فهوا عمنا)
كاننا استنفدنا كل الحلول الممكنة …ه
و سنظل هكذا حتى ندخل مرحلة الإنقاذ و ليس لنا موسى ينقذنا و قد كان عندنا رسول الله أسوة حسنة و كيف جاهد غير مجتمع الجزيرة من جاهلية الى إسلامية و لكنه في عقول الناس يأمرنا ان نصبر الصبر الجميل لحكمة ربك و نقول لا حول ولا قوة الا بالله و لا نشق عصى الجماعة ….ه

فالكون كله في حاله تسبيح لله و التسبيح هذا يكون بالقول و الفعل فكل شيء يسبح لله من خلال التفاعل و الحركة الدائمة فكل شيء في الطبيعة و الكون لا تتوقف عن الحركة و من لا يسبح على مراد الله فليس موجوداً الا نحن !ه
فأين هويتنا و تسببحنا لله على مرادة ؟
فماذا نقول عن أنفسنا ؟
ما مدى و مفهوم الطاعة و العصيان ؟
و لمن تكون ؟
متى نتحول و نتجدد و نتفاعل و نأخذ دورنا في الحياة ؟ و نكون على مراد الله ؟
اسالوا من حولكم و سيقولون لكم لا حول ولا قوة الا بالله او ان الله على كل شيء قدير ….ه

قد تعجبك أيضاً

الحور العين والحياة الأبدية

الحور العين والحياة الأبدية : المهدى زين العابدين معنى الحور العين ولمن تكون؟ أقرب تفسير للعقل والمنطق هو كالتالي وهو...

دولة دينية ام دولة مدنية؟

حقوق الطبع محفوظة لصاحبها لكلاً منا فهمة في ألأمور الخاصة و العامة و هي كثيرة و منها الذي يشد انتباه أي عربي مسلم هو...

Archives – الأرشيف

Soon as i get home (instrumental)

by 2Pac | Soon as i get home (instrumental)