كتبه الباحث: بدر عبدالله
كنت أعتقد مثل الكثيرين في ترديد مقولة (صلى الله عليه و سلم) كلما ذُكر اسم الرسول الكريم وهكذا توارثناها، وكان يُقال أن هذا تصديقاً للنص القرءاني التالي: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)﴾ سورة الأحزاب
ولكن إن تدبرت في معنى جملة صلى الله عليه و سلم، وبخاصة كلمة (سلم) التي وردت في القرءان بمعنى خضع أو إستجاب، فستجد الجملة تعنى أن الله تعالى صلى على رسوله وخضع له حاشا لله تعالى ذلك، ولكن هذا المعنى الذي تقصده هذه الجملة.
حتى أن البعض تجده في إفتتاح خطبة الجمعة أو إلقاء موعظة دينية يقول صلى الله عليه و سلم تسليماً كثيراً، أي زيادة في الخضوع أو الإستجابة، فيا ترى من يخضع لمن!ه
وقد جاءت كلمة سَلًمَ وتَسْلِيماً في القرءان الكريم فقط بمعنى خضع وإستجاب ومن فروعها كلمة إسلام ومسلمين، كما في النصوص التالية:ه
يقول الله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)﴾ سورة النساء
يقول الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)﴾ سورة الأحزاب
والنص الذي أوردناه في مقدمة هذا المقال ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)﴾ سورة الأحزاب
فلا شك هنا بالنسبة لي أن معنى كلمة سلم تسليماً كما جاءت في القرءان هى بمعنى الخضوع التام أو الإستجابة الكاملة، ولا يليق التلفظ بهذه الكلمة مقترنةً بالله تعالى مثل جملة صلى الله عليه و سلم، التى على ما أعتقد لم يصيغها إلا أحد شياطين الإنس في زمن من الأزمنة وكان يقصد بها الإستهزاء ورددها الناس وتوارثوها دون تدبر.
مفهوم لصلوٰة الله والملائكة
وردت عبارة صلوٰة الله والملائكة مرتين في القرءان الكريم منها في نص سورة الأحزاب الذي نتناوله هنا ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)﴾ سورة الآحزاب
ويبدو لي أن معنى صلوٰة الله والملائكة على النبي هنا حسب سياق النص هى المساندة والعون، ويدعو الله تعالى أيضاً المؤمنين الذين عاصروه بمساندته وإعانته والإستجابة لما جاء به من رسالة، ولا سيما أن ما جاء بعد هذا النص يتحدث عن الذين كانوا يؤذون النبي في عصره ويدعو النص لمساندته وعدم إيذائه ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)﴾ سورة الآحزاب
ويتفق معنى صلوٰة الله والملائكة هنا مع ماورد في النص الثاني ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)﴾ سورة الأحزاب
فصلوٰة الله والملائكة على المؤمنين هنا لا تتعارض مع معنى العون والمساندة لإخراجهم من الظلمات إلى النور.
الخلاصة
ان اردت القول بها لنفسك فتقول (( اللهم -اني- اصلي و اسلم على محمد)) و بهذا تنفذ اوامر الله
و ان اردت الصلاة بشكل عام بدون رجوع الصلاة اليك فتقول (( اللهم صل على محمد)) بدون ذكر كلمة (وسلم) لانها عام و المفهوم يرجع الى الله و لا تصح
او ان تقول (( اللهم اصلي على محمد)) و حرف الالف في (أصلي) راجعة اليك و انت تنفذ اوامر الله
المقصود بالصلوٰة على النبي التي جائت في سورة الأحزاب على ما يبدو لي أنها نداءً كان موجهاً لمن عاصره من المؤمنين بمساندته وإعانته وعدم إيذائه والتسليم له أي الخضوع لما جاء به من الحق
وليس المقصود من هذا النص عند سماع ذكر النبي الجهر بهذه الجمل عديمة الفائدة والتي بها إستهزاء بالله تعالى و رد الامر لله تعالى بالصلاة و التسليم على النبي و هو الامر الينا بهذا العمل ، والتي تم تأليف المؤلفات الفاسدة في فضل من يقولها والحسنات التي يجنيها من وراء ذلك.