مقالتين بعمودين

اختار لكم القاضي ابوتُبع الطيب (حقوق الطبع محفوظة لأصحابها)
القاضي ابوتُبع عبدالسلام الطيب اخذ على نفسه بناء موقع يساهم في نشر الفكر المنطقي الحر الذي ينسجم مع كتاب الله و يواكب العصر في تأويله
June 6, 2022

القرءان يناقض العلم المعاصر

العلم والتطور والحداثه المعاصرة في ميزان القرءان

أحمد الأمل

في الأربعاء 04 ديسمبر 2013

العلم والحداثة والتطوّر العلمي في القرءان

القرءان يحث على العلم يقول الحق (قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق).

فهو يريد منك صراحة إستكشاف سرّ بداية الخلق بالسفر في الأرض والضرب فيها ويأمرك بهذا.

ثمّ إنّه يثني على الذين يسيحون في الأرض إبتغاء ذلك حتى قرنهم بالعابدين التائبين الأمرين بالمعروف فهم في ذات المنزله والمرتبه فقال

(التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) وقال (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

فالجاهل لا معيار له عند الله إذا ما قارنّاه بالعالم

وبالله عليك يا مسلم  كيف يقول الله لك أنّ السماوات سبع والأرضين سبع وهناك برزخ بين البحرين لئلّا يبغيان على بعضها وأقسم لك بمواقع النجوم ثمّ قال (وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم)

وذكر لك الطارق والنجم الثاقب وأعطاك الطريقة التي بدأ فيها خلق الكون فقال (أولم ير الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما)

وأمر صراحة فقال (قل أنظروا ماذا في السماوات والأرض) وأيات كثر لو عددناها لحدنا عن الهدف من هذه الدراسة تحثّك على البحث عن هذه الأيات التي ذكرها الله أم تحسب أنّه ذكرها لك في القرءان سدى (حاشاه تعالى)

فطلب العلم فريضة وليس فرض كفاية وإنما فرض عين على كل مسلم فعلاً وللأسف فقد حرّف المسلمون هذا المعنى من صدر الإسلام فقصروا طلب العلم على الفقه والكتب التي تمليها السياسة من أصول الفقه والخلافيات والمذاهب ولكن وجد الكثير الكثير من المسلمين لم يأبه بما فرضته السياسة والعلماء المسلمين الأوائل الأفذاذ كثر وهذا شيء لا ينكره أحد لا غربي ولا شرقي حتى جاءت العصور المتأخرة من 650 هـ تقريباً وما بعدها وبدأت الحروب والنكسة إلى يومنا هذا.

العلم المعاصر في ميزان القرءان

العلم له أهداف يحدّدها القرءان


الأول منها هو خشية الله لأنّك تتعرّف على قدرته وبديع صنيعه وكيف بدأ خلقه وكيف سينهيه وكيف بنى هذا الكون وكيف سيفرطه كالسبحه في النهاية فتكون عالماً بقدرته تعالى أكثر من غيرك فيثير في قلبك خشية له جل وعز فيقول (إنما يخشى الله من عباده العلماء)


والهدف الثاني هو إذهاب المشقه عن الناس في كل المجالات بإبتكار وسائل تخفف عنهم الأعباء الدنيويه ليتفرّغوا للفكر والذكر وعبادة الله فيقول تعالى (وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه) فالكون كلّه مسخّر من الله كرماً منه للإنسان والباقي عليه التأمّل فيه وإستخراج السنن أو القوانين التي بها يعمل فينتج.


وهذه الأهداف يشترط فيها شروط قرءانيه إذا ما بدأ الإنسان في إستكشافها وتوظيفها وهي:

الشرط الأول / أن تكون موافقه للطبيعة لا قاهره لها فإستخراج الدواء من قتل مئات بل آلاف الحيوانات والتجريب عليهم كما يفعل الغرب الملحد اليوم قسر وقهر للطبيعة وفساد في الأرض كبير عريض والأولى هو البحث في البديل كالنباتات والأعشاب ولا يوجد أبداً داء يصيب إنسان أو حيوان إلّا خلق الله له دواء في الطبيعة

وهم يعلمون ذلك جيّداً ويبدو أنّهم لا يريدون إلّا الفساد والإفساد عن قصد ومثال أخر وهو البترول فهو يستبدل بالماء فليس البترول هو الذي يجعل كل شيء حي وإنما الماء والحمد لله لقد وفّره الله بكمّيات هائله فهو أكثر من اليابسه التي نحن عليها فالماء يؤدّي نفس مؤدّى البترول إذا ضغط وأستخرج منه الهيدروجين فقط فتذهب المصانع والعوادم الكيميائية والأضرار البشرية التي يسببها البترول بعد ذلك إلى الجحيم ويستطيع العيش كل الناس إذ الماء متوفّر عند الجميع وقد خرج أناس في الغرب يطالبون بهذا ولكنّهم أسكتوا وأعدموا وسجنوا وأصبحت الطاقة الهيدروجينية التي تستخرج من الماء هذه تباع سرّاً وأعرف أناس يستخدمونها سرّاً وكل من خرج بهذه المقوله فمصيرهم السجن بأمر عالمي لأنّ هذا يضر بالسياسات الفاسدة وإقتصادها كما تعلمون  

وإلّا نستطيع نسيّر الطيارة والسيارة والقطار وغيرها من سبل المواصلات بالماء فنتوافق مع

الطبيعة وننسجم معها ولا نعاديها كما يفعل الغرب الملحد اليوم.

والشرط الثاني: وهو أن يؤدّي هذا العلم إلى الله

فكيف بالله عميت أبصار الغربيين إلى اليوم إذ هم يبحثون في الأسباب وينقّبون في السنن وغفلوا عن مسبب الأسباب وواضع السنن .. كيف بالله عليكم كيف .. عجبي .. !!

وصدق الله (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أؤلئك كالأنعام بل هم أضل) فقد سرقوا الملكية الفكرية لله تعالى كاملة ونسبوا هذا الإبداع كله إما للطبيعة أو المصادفة أو التطور وفسروه بذلك التهافت ثمّ يؤسّسون مؤسسات بإسم حفظ الملكية الفكرية وهم أوّل من سرقها .. عجبي .. !!

فالعلم الغربي اليوم علم يضر الطبيعة والتوازن البيئي وكل الكائنات الأرضية فالأرض ليست حكراً للإنسان فقط بل هناك حيوانات ونباتات تشاركه الحياة ويحق لها أن تعيش ولا يجوز قتلها (إن كانت حيوانات) أو قطفها (إن كانت نبات) سدىً إلّا لحاجة طعام أو دواء أو غير ذلك من الحاجيات

وليست الأفضلية للأقوى كما يقولون وعلّمونا ويطبّقون ذلك بل حتى الإنسان هو من أكبر المتضررين بهذا الإفساد الشامل للطبيعة كما تعلمون

والشرط الثالث / الأخلاق قبل العلم

اليوم يوجد علم فاسد مفسد يحتاج لإصلاح وتقويم لا هدم وتقويض ورافقه إنهيار خلقي كبير ونزول للهوّه للأسف ولا أحد ينتبه له فالطاقة الذريّة التي إكتشفها الإنسان سوف يقتل بها نفسه لأنّه لا يوجد أخلاق ودين ولو وجدت لفتح بهذه الطاقة الكون ووسائل الدمار سوف يوجهها إلى نفسه ولو وجدت الأخلاق والدين لوجهها إلى الوباء والأمراض وقتلها والله يهدي هذا الإنسان للكهرباء فيصر إلّا يربط هذه عنقه بأسلاكها وينتحر وينحر غيره فلا هو إستضاء ولا أضاء لغيره وهذا هو ديدن الإنسان النزواتي

إنّ جنسنا اليوم يؤول إلى فناء فبضغطة زر من صاحب نزوة شرير لا أخلاق له ولا دين يذهب العالم سدى ما هذا العلم والتقدّم الذي لم ينبت إلى المخالب والأنياب

وجعل الإنسان يفترس أخيه الإنسان .. ؟

هذا العلم أعطانا بعد إذن الله الكثير من المحصولات الزراعية والنباتيه والحيوانية ولكن لو كان فيها فائض ألقوا به في البحار ليزداد سعره ويأكل التجار وتكون الأموال دولة بينهم ويموت الفقراء ثمّ يقول عصر العلم والحضارة .. !!

هل هذا تقدّم أم رجعيه وهل لهذه الجرائم كلها سبب غير إنعدام الدين الأخلاق .. ؟

لذلك الله قال عن نبيه (وإنك لعلى خلق عظيم) ولم يقل وإنك لعلى علم عظيم لأنّ العلم جزء يسير من الحياة ووسيلة للرفاهيه والتفرّغ لما هو أكبر منه فقط وأما الأخلاق فهي قوام الحياة وبقاء الأمم مرتكن إلى ركن الأخلاق الرشيد وإن فنت الأخلاق فنت الأمم واليوم ونحن نعيش في الحضارة الملحدة المادّية اللّاأخلاقية التي نستطيع تسميتها حضارة نفسي نفسي وما ننظر إلّا ضغظة زر حتى يبيد وينتهي كل شيء وننفجر جميعا .. !!

فالعلم لا يعطى لسيء أخلاق أو إنسان نزواتي غير مؤمن بالله لأنّه لا يضبط الشهوات والهوى إلا التقوى التي تنبت الضمير وتشعله فالعلم اليوم أسس على بنيان هار وإذا ما عايرناه للقرءان

فإنّه يقول أعيدوا إصلاحه ولا تهدموه وأعطوه لمن هم أهله وهذا هو الحل من الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم.

(إنّ هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم) الفرح بالعلم والركون إليه علامة هلاك:

لا تحسب أنّ ما توصل إليه البشر اليوم هو منتهى العلم فقد كانت الأمم السابقة ممكنه من الله فيما لم نمكّن فيه اليوم مع ما عندنا من علم وتقنيات والفراعنه خير مثال فإلى اليوم وبناء الهرم معجزة خالدة لا يستطيع رفع حجر من حجاره مجموعة رافعات من ثقله .. كيف حملوه .. ؟

الله أعلم ولكن موضوعنا أنّ الأمم السابقه كانت أعلم منّا ومكّنهم الله بما لم يمكنّا فيه وما بلغنا ولن نبلغ معشار ما أوتوا فكانت لهم حضارة أكبر وأضخم من هذه التي تراها اليوم وهذا بصريح القرءان فيقول الحق

(كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثرأموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئكحبطت أعمالهم)

ويقول عزّ القائل (أفلم يسيروافي الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) فإذا ظنّ الناس أنّهم مسيطرون على الأرض بما عندهم من العلم يأتيهم بأس الله مباشرة يقول الحق (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنتوظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً)

والفرح بالعلم والركون إليه (لأنّه سبب ووسلية وليس غاية) ونسيان الخالق تعالى (كما نفعل اليوم) يوقع في الهلاك فيقول الحق (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهممن العلموحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) فيقولون عن رسلهم متخلّفين أو رجعيين كما يقال اليوم للأسف في عصر التقدم للوراء وإنما الأصل هو الشكر على هذه النعمة وتسخيرها في المنافع وما يحب الله ويرضى فهي مجرّد وسيلة ولكنّ الإنسان مصر على الكفر وقتل أخيه

تدبر القرأن لنفسك

خطبتي جمعة : القرءان وكفی

عبدالوهاب سنان النواري

الخطبة الأولی

٢٠١٦

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل علی عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.

الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبيرهو الذي أرسل رسوله بالهدی ودين الحق ليظهره علی الدين كله.

قرآنا عربيا لعلكم تعقلون.

كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.

آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين.

أما بعد أيها الإخوة المؤمنون، فقد كان هذا الأسبوع أسبوعا حافلا بالعديد من الأنشطة القرآنية، تنوعت بين توزيع لمطبوعات قرآنية، ونشر مقالات قرآنية، وزيارة العديد من المجالس الشعبية، غير أن أبرز تلك الأنشطة وأكثرها إثارة للجدل، هي تلك الحملة الإعلامية التي نفذناها، بكتابة عبارة:

(القرآن وكفی) علی جدران المباني العامة في وسط وأطراف مدينة ذمار، ذات الموقع الاستراتيجي الهام الرابط بين شمال البلاد وجنوبها

حقيقة ظهرت اخيراً على وعي الناس

وبينما نحن في هذه اللحظة نحتفل بكل هذه الإنجازات القرآنية، هناك في الطرف الآخر، وعلی أكثر من منبر سلفي (سني وشيعي وصوفي) حملة مضادة، هدفها الإنتقاص من القرآن الكريم، حملة معاجزة في آيات الله البينات، هناك وعلی

منابر مساجد ضرار، يستميت خطباء ووعاظ السلفية في إثبات أن الله جل وعلا، كذاب حين قال: ما فرطنا في الكتاب من شيء (الأنعام 38) .

في هذه اللحظات يستميت خطباء ووعاظ الجهل المقدس، في إثبات أن القرآن الكريم قاصر وغامض ولا يسوی شيء بدون أحاديثهم ورواياتهم وتفاسيرهم الشيطانية، وهم بهذا غافلون عن قوله تعالی: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدی ورحمة وبشری للمسلمين (النحل 89)

أقول عنهم غافلين تأدبا وكأدنی حد وقعوا فيه، ولو عرضنا موقفهم هذا علی القرآن الكريم، لكانوا من الكافرين الفاسقين، لأنهم لا يؤمنون بأن القرآن

الكريم آيات بينات، فيهم يقول الحق تبارك وتعالی: ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون (البقرة 99) .

يستغل خطباء ووعاظ الشيطان جهل وبساطة الناس، لتثبيت ونشر تقافة ووحي الشيطان، وفيهم يقول الحق تبارك وتعالی: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلی بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه

فذرهم وما يفترون (الأنعام 112) . وفيهم يقول الحق تبارك وتعالی أيضا: هل أنبئكم علی من تنزل الشياطين ، تنزل علی كل أفاك أثيم ، يلقون السمع وأكثرهم كاذبون (الشعراء 221-223)

سيقول أولئك الخطباء الملاعين للناس أن القرآن الكريم ناقص، وأن أكاذيب البخاري والكافي والهادي وغيرهم، جاءت مكملة ومتممة لدين الله جل وعلا، وهم بهذا يكفرون بقوله تعالی: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (المائدة 3)

ليس هذا فحسب بل سيقولون للناس بأن الله جل وعلا، متناقض من خلال الترويج لكذبة الناسخ والمنسوخ، وهم بهذا كافرون بقوله تعالی: وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (الأنعام 115) .

كذبة شيطانية أخری يستميتون في نشرها وتثبيتها في عقول الناس، وهي كذبة أن هناك مثيل للقرآن الكريم، وهم بهذا كافرون بقوله تعالی: قل لئن اجتمعت الإنس والجن علی أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (الإسراء 88) .

ودعونا ننزل إلی مستوی عقولهم ونسألهم أين هو ذلك المثيل الذي نفی الله جل وعلا، وجوده؟. فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين (الطور 34) .. قل فأتوا بسورة مثله (يونس 38) .. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون (الأنعام 148) .

ومن الأكاذيب الشيطانية التي يجتهد أبناء الماضي في نشرها وتثبيتها في عقول العامة، كذبة أن كل كلام خاتم النبيين وحي يوحا، وهي كذبة لا تنطلي

إلا علی السذج، لأن الوحي هو كلام الله جل وعلا، ووحي الله جل وعلا، هو القرآن الكريم لا غير، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالی، علی لسان خاتم النبيين: وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به (الأنعام 19)

ولو كانت الأحاديث المنسوبة لخاتم النبيين وحي، فهذا يعني أنها كلام الله وليست كلام النبي.

وإيمانهم بأن تلك الأكاذيب والأحاديث هي كلام خاتم النبيين، إنما هو إتهام له بأنه تقول علی الله جل وعلا، وأنه أضاف من جعبته ما لم ينزله الله جل وعلا، عليه، وهذا تكذيب لقوله تعالی: تنزيل من رب العالمين ، ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ، فما منكم من أحد عنه حاجزين (الحاقة 47)

هذا مع أنهم يؤكدون علی أن تلك الأحاديث ظنية الثبوت وليست قطعية، وهم لا يأخذونها جميعا وإنما تأخذ كل فرقة من الأحاديث ما لذ وطاب، وتترك ما لا ينسجم مع هواها، وفيهم يقول الحق تبارك وتعالی: إن يتبعون إلا الظن وما تهوی الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدی (النجم 23) .. ويقول أيضا: أم لكم كتاب فيه تدرسون ، إن لكم فيه لما تخيرون (القلم 38) .

ومن الأكاذيب الشيطانية التي سيلقيها خطباء السلفية علی المصلين، وهم قد بدأوا يدخلون في النوم، كذبة أن الأمة لا تجتمع علی ضلالة، مع أن واقع الأمة يحكي أنها في الدرك الأسفل من الضلال، ورغم أن الأمة لم تجمع أبدا إلا علی الزيغ والفسوق والعصيان. سيقول الخطيب للنيام: هل يعقل أن هذه الكثرة الغالبة من الأمة علی ضلال، وأن المكتفين بالقرآن الكريم وهم قلة قليلة لا تكاد تذكر علی الحق، وهنا نقول له: اقرأ كتاب الله تعالی وركز علی كلمتي (كثير وقليل) وستعرف موقعك من الإيمان.

ومن الشُبه التي سيلقي بها خطباء الشيطان في الساحة الجماهيرية، شبهة أن القرآن مجمل وغير مفصل، وأنه يحتاج إلی أبن كثير وأبن قليل وأبن هاشم، كي يفسروه ويفصلوه، وهم بهذا كافرون بقوله تعالی: ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا (الفرقان 33) . كيف لا ورب العزة يقول عن كتابه: ما كان حديثا يفتری ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء (يوسف 111) .

بل وسيذهب وعاظ الشياطين إلی أبعد من ذلك، سيقولون للناس: أن أقوال الأئمة أيضا جزء من الدين، ومصدر من مصادر التشريع الإسلامي، وهم بهذا يجعلون من أئمة المذاهب شركاء لله جل وعلا، نفهم ذلك من قوله تعالی: أم لهم شركاء

شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله (الشوری 21) .

والأكاذيب والشبه التي يقوم عليها دين السلفية (سنة وشيعة وصوفية .. الخ) كثيرة جدا، لا يسعنا المقال لسردها وتفنيدها جميعا، ونكتفي بما قلنا، ونضيف نصيحة أخيرة لهؤلاء الخطباء ولعامة الناس أيضا: أيها الناس إن الباب مفتوح

والمجال متاح لكل من يريد أن يعاجز في آيات الله جل وعلا، فلا تكونوا تحت طائلة قوله تعالی: والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون (سبأ 38) .

لا تكونوا ممن قال تعالی فيهم: إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير (غافر 56)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالی ملك بر رؤوف رحيم.

قلت ما سمعتم، واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم، ولوالدي ووالديكم، ولسائر المؤمنين والمؤمنات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

دعونا نسأل أنفسنا: لماذا نحن من دون الناس نكتفي بالقرآن الكريم كمصدر وحيد للهداية والتشريع الإلهي؟ ودعونا نقدم بعض الإجابات الدامغة علی مثل هذا السؤال.

نحن نكتفي بالقرآن الكريم لأننا قرأناه فوجدناه يأمرنا بتدبر آياته، ولم يأمرنا بالإعتماد علی ما كتبه ابن كثير أو ابن هاشم، وفي ذلك يقول الحق

تبارك وتعالی: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب (ص 29) .

لم يأمرنا الحق تبارك وتعالی بأن ننتظر فلان أو علان كي يفكر بالنيابة عنا، ثم بعد ذلك يعطينا وجهة نظره فنتبعها دون نقاش، بل أمرنا سبحانه

وتعالی بأن نبارد جميعا ودون قلق إلی التعامل المباشر مع آياته البينات، فقد جعل كتابه ميسرا للذكر، فهل من متعظ، جاء ذلك في قوله تعالی: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (القمر 17) .

تدبرنا كتاب الله جل وعلا، فوجدناه يأمرنا باتباع القرآن الكريم وحده، وينهانا عن التفرق واتباع ما دونه جل وعلا، جاء ذلك في قوله تعالی: اتبعوا

ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون (الأعراف 3) .. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (آل عمران 103) .. وأن هذا

صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون (الأنعام 153) .

وحينما تأملنا واقع أمتنا وجدناها ممزقة ومتفرقة ومختلفة، وذلك بسبب اتباعها أكاذيب وروايات منسوبة إلی خاتم النبيين. غير أننا وجدنا رب العزة

يبرئ رسوله من كل ذلك، في قوله تعالی: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلی الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون (الأنعام159) .

وعليه فقد كفرنا بكل ما تم اختراعه من أحاديث شيطانية، وذلك إمتثالا لأوامر الله جل وعلا، التي تحثنا علی الإيمان بالقرآن، تنهانا عن الإيمان

بأي حديث آخر، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالی: تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون (الجاثية 6)

نكتفي بالقرآن الكريم، لأنه حق اليقين، وما دونه من الكتب ظنية، لا تسمن ولا تغني من جوع، وفي ذلك يقول سبحانه: إن هذا لهو حق اليقين (الواقعة 95) .

نكتفي بالقرآن الكريم، لأنه كتاب محفوظ من العبث والتدليس والزيادة والنقصان، وما دونه من الكتب ليست محفوظة من ذلك، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالی: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر 9) .

نكتفي بالقرآن الكريم، لأنه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما دونه من الكتب تكتض بالأكاذيب والخرافات والتناقضات، وفي ذلك يقول سبحانه: وإنه لكتاب عزيز ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (فصلت 41-42) .

نكتفي بالقرآن الكريم، لأن الحق تبارك وتعالی، يقول: أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلی عليهم إن في ذلك لرحمة وذكری لقوم يؤمنون

(العنكبوت 51) . فكان ردنا عليه جل جلاله: بلی يا رب يكفينا.

ختاما: يقول الحق تبارك وتعالی: يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ، وسبحوه بكرة وأصيلا ، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلی النور وكان بالمؤمنين رحيما (الأحزاب 41-43) .

وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (غافر 60) .

ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا علی رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علی الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ، أنت مولانا فانصرنا علی القوم الكافرين

قوموا إلی صلاتكم يرحمكم الله

قد تعجبك أيضاً

الحور العين والحياة الأبدية

الحور العين والحياة الأبدية : المهدى زين العابدين معنى الحور العين ولمن تكون؟ أقرب تفسير للعقل والمنطق هو كالتالي وهو...

دولة دينية ام دولة مدنية؟

حقوق الطبع محفوظة لصاحبها لكلاً منا فهمة في ألأمور الخاصة و العامة و هي كثيرة و منها الذي يشد انتباه أي عربي مسلم هو...

Archives – الأرشيف

Soon as i get home (instrumental)

by 2Pac | Soon as i get home (instrumental)