#001 هل «القرآنيون» صارت تهمة؟
خالد منتصر في الأحد 17 سبتمبر 2017
يقول أحمد صبحى منصور فى تعريفه للقرآنيين: «هو تيار إسلامى إصلاحى، فلسنا طائفة أو حزباً، نحتكم إلى القرآن الكريم فى الإصلاح السلمى للمسلمين، ولا نفرض أنفسنا أو آراءنا على أحد، كما أننا لا ندعى أننا نمتلك الحقيقة، بل ننتظر الحكم علينا وعلى خصومنا يوم القيامة أمام الله، لنا منهجية فى تدبر القرآن الكريم تقوم على تحديد مفاهيمه من داخل القرآن نفسه، من دون أن نفرض رأينا مسبقاً، بل نبحث فى القرآن بتجرُّد وموضوعية، نبتغى بها الهداية الربانية، ونتقبل النقد والتصحيح، لأننا ننشد الحقيقة، ولا نقول إن رأينا هو رأى الدين أو الإسلام، بل هى وجهة نظر خاصة، كما أن منهجنا بحثى علمى وموضوعى، فى ما يخص تاريخ المسلمين وشريعتهم وتراثهم، ونحن متخصصون فيه وننظر إليه على أنه عمل بشرى لا قداسة فيه، ولا يخلو من الخطأ والصواب، وأفظع خطأ فيه هو نسبة تشريعات الفقه إلى رب العزة، واعتبارها شريعة الله أو الشريعة الإسلامية، بينما هى من وضع الفقهاء، وهم مختلفون فيها».
أما عن السنّة فيقول: «السُنّة طبقاً للقرآن هى الشرع الإلهى والمنهاج الإلهى فى التعامل مع المشركين، أى هى سُنّة الله جل وعلا. أما الرسول فهو (أسوة حسنة) وليس سُنة حسنة. وأقاويل الرسول هى فى القرآن الكريم، الذى تكررت فيه كلمة (قل)، لتحصر ما يجب أن يقوله. بالتالى السُنّة هى فى القرآن وأقوال الرسول فى القرآن، والقرآن كافٍ للمسلم، كما أكّد رب العزة فى القرآن الكريم، الفارق بيننا وبين السنيين أنهم يقولون إن السنة العملية هى العبادات وهذا نتفق معهم فيه، والسُنّة القولية هى أحاديث البخارى وغيره، وهذا ما نخالفهم فيه، فالله جل وعلا سيحاسبنا وفق ما جاء فى كتابه وليس وفقاً لما قاله البخارى وغيره».
ويفسر كيف نقدس القرآن وفى نفس الوقت نضطهد القرآنيين بقوله: «المسلمون فى معظمهم يقدسون المصحف وليس القرآن، فغالبيتهم لا يؤمنون بالقرآن إلا إذا كان معه كتاب بشريين يجعلونه حكماً على القرآن وأعلى من القرآن، مثلاً: فى القرآن الكريم نحو 150 آية قرآنية تنفى شفاعة النبى، لا يؤمن بها المسلمون تمسكاً ببضعة أحاديث تزعم شفاعة النبى. بل يتطرف بعضهم، فيزعم أن أحاديث السنة تنسخ أو تلغى أحكام القرآن، أى يرفعون البخارى ورواة الأحاديث فوق رب العزة جل وعلا، هم أسوأ من قوم الرسول الذين اتخذوا القرآن مهجوراً، والاضطهاد الذى يتعرض له أهل القرآن، لمجرد دعوتهم الإصلاحية إلى الاحتكام للقرآن الكريم أكبر دليل على أن من يضطهدنا يكفر بالقرآن».
لك أن ترفض هذا المنهج الذى يدعو إليه، من حقك، لكن هل من حقك أن تسجنه وتطارده وتنفيه وتقتله؟!