د. محمد الفقيه
لماذا علينا إذا أردنا أن نختار الإسلام دينا أن نجعل القرآن الكريم المصدر الرئيس لعقيدتنا وتصوراتنا الفكرية وأن نجعل القرآن الكريم المعيار الوحيد في قبول أي رواية أو ردها ؟
فهل الروايات المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم والتي صح سندها تصلح لأن تكون مصدرا لعقيدتنا وفكرنا؟
ولبيان ذلك سنعرض بعض قضايا العقيدة التي جاءت في روايات صحيحة السند ومنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم فهل يوجد في كتاب الله ما يؤيدها؟.
١. في الروايات ان الله له وجه حقيقي ويد حقيقية وعيون حقيقية ويصعد وينزل ويمشي فهل يوجد في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
٢- في الروايات أن المسلمين العاصين سبدخلون النار مدة محددة ثم يخرجون منها فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
٣- في الروايات أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تشمل أهل الكبائر فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
في الروايات من علامات الساعة خروج أعور الدجال ونزول المهدي وظهور الشمس من المغرب فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
٤- في الروايات سكرات الموت وضغطة القبر اللتان لا ينجو منهما حتى الأنبياء وكذلك عذاب القبر والمشي على الصراط الذي هو أحد من السيف وأدق من الشعرة فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
٥- في الروايات حديث الآحاد ينسخ كتاب الله وأن كل آيات الرحمة منسوخة بآية السيف فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
٦- في الروايات لا وصية لوارث هل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
٧- في الروايات أن نبي الله موسى يصفع ملك الموت فيفقأ عينه فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
٨- في الروايات أن حواء خائنة وتورث خيانتها لذريتها ( لولا حواء ما خانت امرأة زوجها الدهر…) فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك ؟
٩- في الروايات وجوب اقامة حد الردة على المسلم المرتد فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
١٠- في الروايات يجب مقاتلة الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
١١-في الروايات الزاني المحصن يرجم حتى الموت فهل في كتاب الله ما يؤيد ذلك؟
فهذه أمثلة بسيطة تبين بشكل جلي الفرق الشاسع بين الدين الذي تقدمه الروايات وبين الدين الذي أنزله الله تعالى في كتابه العزيز والذي ارتضاه للعالمين.
فالسنة النبوي الصحيحة وصلتنا من خلال التواتر العملي وهي لا تخرج عن كونها تطبيقا لما جاء في كتاب الله وخاصة في مجال العبادات فقد جاءت السنة مبينة وموضحة كيفية أداء الصلاة وما يتعلق بها من أحكام وكذلك فيما يتعلق بالحج وباقي العبادات ، فالسنة الصحيحة لا تخرج عن كتاب الله قيد أنملة فهي مع كتاب الله وتسير في فلك كتاب الله.
للأسف فالواقع الذي نعيشه الآن أن معظم المسلمين في العالم اختاروا واتبعوا دين الروايات وهجروا الدين الذي أنزله الله في كتابه لذلك سيشكونا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامه قال تعالى : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا.